لبويرات

قرية البويرات هي قرية إيكولوجية مبتكرة تقع في إقليم آسا ـ الزاك. وهي مشروع طموح يمتد على مساحة 10 هكتارات، ويرمي إلى إنشاء نموذج تنموي مستدام منسجم مع البيئة الصحراوية. وهو مثال حي على المبادرات الإيكولوجية الكفيلة بتغيير مجتمع كي يصبح منتجا ومستداما.

صُممت قرية البويرات الإيكولوجية من أجل حماية التنوع الإحيائي والمحلي وتثمينه. ومن أبرز مكونات هذا المشروع، هناك غرس شجرة الطلح أو السدرة وحمايته، إذ يعتبر هذا الشجر حيويا في المنظومة البيئية الصحراوية. فهو يغذي الجمال، ويوفر الخشب للصناعة التقليدية، والصمغ للاستعمالات الطبية. ولعل حماية هذا النوع من الشجر يساهم في الاستدامة البيئية وصمود المجتمعات المحلية في وجه التغير المناخي.

إن البويرات هي كذلك مركز تعليم وتحسيس إيكولوجي. فالقرية تستقبل ورشات وبرامج تربوية لفائدة السكان والزوار، حول مواضيع مختلفة مثل إدارة الموارد المستدامة، والزراعة العضوية، والحفاظ على التنوع البيولوجي. وترمي هذه المبادرات إلى تشجيع الزراعة المستدامة وإلهام باقي المجتمعات كي تعتمد بدورها ممارسات إيكولوجية حسنة.

صُممت القرية الإيكولوجية بحيث تكون مكتفية من حيث الطاقة والموارد، إذ تستعمل موارد طاقة متجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتلبية احتياجاتها. وتُستعمل فيها تقنيات البناء المستدامة المعتمدة على المواد الطبيعية المحلية، من أجل تخفيف الوقع البيئي، وبناء مساكن مريحة وصحية.

عند زيارة قرية البويرات، يكتشف الزائر القرية والمبادرات المتنوعة بها، وتُنظم جولات تبين كيف أن الممارسات المستدامة متكاملة ومندمجة في الحياة اليومية، وكيف يستفيد منها السكان المحليون والبيئة على حد سواء. وبإمكان الزوار المشاركة في أنشطة تطبيقية، مثل غرس الأشجار، وإدارة البساتين الجماعية والإنتاج التقليدي باستعمال مواد محلية.

إن البويرات أكبر من مجرد مشروع إيكولوجي، إنها رؤية لمستقبل مستدام. فهي إذ تعتمد تدبيرا مستداما وتعمل على تحسيس المجتمعات المحلية، تعتبر قدوة تحتذي بها باقي الجهات الصحراوية وغيرها. فالقرية خير دليل على أن التنمية الاقتصادية وحماية البيئة أمران لا يتعارضان، مما يعطي الأمل في خلق مستقبل أكثر صمودا وازدهارا.

ويمكن القول في النهاية أن البويرات وجهةٌ مبتكرة ومُلهِمة بإقليم آسا ـ الزاك. فهي قرية إيكولوجية تتيح لزوارها فرصة فريدة لاكتشاف الممارسات البيئية المستدامة، والاتصال بالطبيعة والمشاركة في مشروع تنموي مستدام. إنها ملتقى الابتكار والأصالة حيث تجسد نموذجا للاستدامة في قبل الصحراء المغربية.