عيون إِغومان
عيون إغومان موقع فتّان يقع في إقليم آسا ـ الزاك، وهو معروف بمناظره الجذابة وجباله الصخرية المحيطة به. هذا المكان ساحر بامتداده وتنوع تضاريسه الجيولوجية، وفيه يعيش الزوار تجربة فريدة في أحضان طبيعة الصحراء المغربية الخلابة.
إن عيون إغومان وجهة مثالية لهواة الطبيعة والمغامرة. فهنالك يكتشف الزائر المسالك القديمة التي كانت تعبرها قديما القوافل التجارية العابرة والرحل. وعلى هذه المسالك، يكتشف كذلك السهوب الصحراوية الشاسعة، والجبال الصخرية الشاهقة، في جو ساحر مثالي للاستكشاف والمغامرة.
هنالك في عيون إغومان، يكتشف الزائر المتجول تنوعا فريدا في الحياة البرية. فأشجار السنط (الأكاسيا) توفر العلف للجمال، في مشهد صحراوي أصيل. وأما الوديان الخضراء، فعلى النقيض، تظهر بهيجة بين الكثبان الرملية، حيث ترسم في أعين المصورين لقطات بديعة تختزل جمال الصحراء.
تشتهر عيون إغومان كذلك بمواقعها الأثرية، وخاصة منها النقوش الصخرية الشاهدة على حقبة تاريخية غنية ضاربة في القدم إلى ما قبل التاريخ. وهي تصور مشاهد من الحياة اليومية، وحيوانات ورموزا غامضة، تعكس ثقافة الحضارات الصحراوية القديمة ومعتقداتها. قد يقضي الزائر بهذه المواقع ساعات طويلة يتأمل فيها الفن القديم المثير المحفور على الصخر.
وعلاوة على العجائب الطبيعية والأثرية التي تزخر بها عيون إغومان، هناك سكانها الدين لا يزالون على نمط عيش الرحل. وتتاح للزائر فرصة لقاء الرحل، والاطلاع أكثر على نمط عيشهم التقليدي، ومشاركة أوقات طيبة في ضيافتهم حول كأس من الشاي بالنعناع. فقد اشتهر الرحل بحفاوتهم وكرمهم، ومعرفتهم العميقة بالصحراء، مما يجعل تجربة السياح أكثر ثراء وإثارة.
إن عيون إغومان هي الملاذ الأمثل للهاربين من ضوضاء المدن بحثا عن هدوء الطبيعة. فسكون الصحراء، وجمال مناظرها، وأصالة سكانه، تجعل منه وجهة لا محيد عنها للمسافرين بحثا عن المغامرة واكتشاف تنوع الثقافات.
وباختصار، فإن عيون إغومان جوهرة مخبأة بين ربوع إقليم آسا ـ الزاك، تجمع بين المناظر الطبيعية الفتانة، والآثار الضاربة في القدم، ولقاءاتها الثقافية الغنية. إنها ملتقى التاريخ والطبيعة والثقافة، فيه يعيش الزائر تجربة لا تُنسى في قلب الصحراء المغربية.