عوينة لهنا

عوينة لهنا موقعٌ متميز بإقليم آسا ـ الزاك، اشتهر بأهميته التاريخية والعلمية. فقد كان مسلكا قديما من مسالك سباق باريس ـ داكار، وهو اليوم طريق معبدة بالأسفلت، وفيه تقع محطة بحث علمي كبيرة أسسها جون برتراند ـ بانوز Jean-Bertrand Panouse.

محطة الأبحاث الصحراوية لـجان برتراند بانوز هي مركز أبحاث فريد يُعنى بدراسة البيئات الصحراوية. تأسس في سنوات الستينيات، وكان لو دور حيوي في فهم الديناميكيات البيئية والمناخية الصحراوية. ويعكف الباحثون العاملون فيه على دراسة مختلف جوانب التنوع الأحيائي، والجيولوجي والمناخي بالمناطق الصحراوية، مساهمين بذلك في الحفاظ على الموارد الطبيعية بالمنطقة وإدارتها بشكل مستدام.

عند زيارة عوينة لهنا، يمكن للسياح زيارة هذه المحطة للاطلاع على المشاريع العديدة الجارية. ويمكنهم كذلك لقاء الباحثين وحضور محاضرات عرض نتائج دراساتهم بعين المكان. إن التفاعل مع المجتمع العلمي يعزز تجربة السياح ويقدم لهم نظرة عن جهود البحث والحفاظ على المنطقة، وعن الابتكارات التكنولوجية المطبقة في البيئات الصحراوية.

بالإضافة إلى الأهمية العلمية التي تكتسيها عوينة لهنا، فهي تعد موقعا رائعاً يتميز بمناظر صحراوية تحبس الأنفاس. وتشكل الجبال الصخرية المحيطة بها خلفية مذهلة لعشاق التصوير والطبيعة. وتقدم الكثبان الرملية الذهبية والسهول الصحراوية الشاسعة فرصاً لا نهائية للتنزه والرحلات في الهواء الطلق.

يمكن للزوار أيضاً الاستمتاع بالتنوع البيولوجي الغني في المنطقة. فأشجار السنط وغيرها من النباتات الصحراوية توفر موطناً حيوياً لعدة أنواع من الحيوانات، بما فيها الغزلان، والثعالب الصحراوية، ومجموعة متنوعة من الطيور. وبفضل رحلات السفاري والجولات الموجهة يستمتع السياح بمشاهدة هذه الحيوانات في موائلها الطبيعية والتعرف على التكيفات الفريدة للحياة البرية الصحراوية.

عوينة لهنا هي أيضاً ملتقى المجتمعات البدوية في المنطقة. ويمكن للسياح التفاعل مع البدو الرحل، واكتشاف نمط عيشهم التقليدي، ومشاركة لحظات لا تُنسى حول نار المخيم الدافئة. وبفضل التبادلات الثقافية يكتسب الزوار نظرة قيمة على عادات وتقاليد شعوب الصحراء، مما يعزز تجربتهم.

إن عوينة لهنا، باختصار، موقع رائع يجمع بين جاذبية البحث العلمي، وجمال المناظر الطبيعية الصحراوية، وثراء التفاعلات الثقافية. إنه الوجهة المثلى التي على الراغبين في استكشاف عجائب الصحراء المغربية أن يقصدوها، ويطلعون في نفس الوقت على الجهود المبذولة بالمنطقة في سبيل البحث والحفاظ عليها.