Skip to content
Assazag
وجهات

زاوية آسا

 تقع زاوية آسا في قلب إقليم آسا، وهي معقل تاريخي مشعّ من معاقل المنطقة. يعود تأسيسُها إلى القرن الثالث عشر على يد الولي الوافد سيدي إِعزّى وِهدى، وهي ليست مركزا دينيا فحسبُ، بل هي رمز التراث الثقافي والتاريخي الذي تزخر به الجهة. وتحيط بالزاوية واحة غنّاء تزيدها جذبا وأهمية من الناحية البيئية.

لطالما كانت الزاوية على مر التاريخ نقطة التقاء القوافل التجارية، حيث تربط المغرب بالبلدان المجاورة خاصةً منها موريتانيا والسنغال ومالي. ويُنظم في كل سنة مهرجان يستقطب آلاف الزوار من جميع أنحاء البلاد وخارجها. ويُعرف بموسم زاوية آسا الذي يحيي ذكرى المولد النبوي، وتُقام فيه أمسيات تلاوة القرآن، وأناشيد وابتهالات وغيرها من الأنشطة الثقافية والتجارية.

ولا تزال زاوية آسا هي محور الحياة الدينية والاجتماعية بالمنطقة. وبها يرقد 366 ولي صالح ممن درّسوا بها على مدى ألف سنة، ولا تزال أضرحتهم محط تبجيلٍ من السكان المحليين بالجهة، سواء منهم العرب أو الأمازيغ أو الحراثين. ولا تزال بعض أجزاء المباني أطلالا رغم أن جزءا كبيرا منها خضع للترميم ضمن برنامج تجريبي وضعته وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية قصد إدماج السياحة البيئية وتشجيع المنتجات التقليدية والمحلية

تقع مدينة آسا على بعد 300 كلم تقريبا جنوب شرق أكادير، وتعدّ هي ذاتُها جوهرة تاريخية. تأسست في القرن الثالث عشر، وهي تمتد على عدة هكتارات، تحيط بها مناظر طبيعية خلابة؛ سلاسل جبلية، ومضايق وفجاج. وأغلب سكان آسا هم من قبيلة آيتوسى الذين اشتهروا بكرم الضيافة وبثقافتهم الغنية، وهم يتهادون بكل فخر في غندوراتهم الزرقاء أو البيضاء التقليدية. 

ويمكن للسياح، عند زيارتهم زاوية آسا، أن يستكشفوا القصر القديم، وهو عبارة عن مجمع معماري مَهيب بُني بحجارة داكنة، والنقوش الحجرية القديمة الشاهدة على امتداد تاريخ المنطقة إلى ما قبل التاريخ. ولعل التنزه بين جنبات الواحة يعطي انطباعا بالغوص في بيئة فريدة تنسجم فيها الزراعة التقليدية مع التنوع الأحيائي المحلي.

وباختصار، فإن زاوية آسا ليست مجرد مَعلمة دينية، بل هي مُلتقى الثقافة والتاريخ، وتجسيدٌ لتراث إقليم آسا الغني، وتجربةٌ أصيلة تجمع بين الروحانية والتاريخ والطبيعة.

مقدمي الخدمات
إكتشف

مقدمي الخدمات