حضور المهرجانات والتظاهرات المحلية
إن المهرجانات والتظاهرات المحلية بآسا ـ الزاك هي احتفالات حية بالثقافة والتقاليد والمجتمع المحلي. ولعل حضور هذه المناسبات هو أفضل طريقة للزائر كي يكتشف عن كثب العادات المحلية، ويختلط بالسكان ويعيش تجارب لا تنسى. إن المهرجانات بآسا ـ الزاك تصدح بالموسيقى، وتنشط بالرقص، وتصدح بالشعر، وتزخر بالأنشطة الاجتماعية، في أجواء احتفالية بهيجة.
ولا شك أن أبرز هذه التظاهرات كلها هو موسم زاوية آسا. فهذا المهرجان الديني والتجاري يجذب آلاف الزوار كل سنة، يحتفلون بميلاد الرسول عليه السلام بإحياء ليالي قراءة القرآن، والمديح والابتهالات الدينية، والأنشطة الثقافية والتجارية. فالزائر يحضر هذه التظاهرات الروحانية، ويتجول بين أروقة الصناعة التقليدية المحلية، ويشارك في الاحتفالات التي تقام بالزاوية وحواليها. إن الموسم مناسبة للقاء والمشاركة وتعزيز أواصر العلاقات في المجتمع، وإحياء التقاليد الدينية والثقافية بالمنطقة.
إن رقصة “الكدرة”، ورقصة “الطبل” القريبة منها، هي تعابير فنية فريدة يمكن للزائر مشاهدتها أثناء الاحتفالات المحلية. و”الكدرة” هي رقصة على الركبتين، حيث تأتي الراقصات بحركات رشيقة بأياديهن وسواعدهم وصدورهن، على أنغام الإيقاعات. وأما رقصة “الطبل”، فتُؤدى وقوفاً. وترافقها أهازيج وموسيقى تقليدية في جو ساحر مبهر.
وتعد رقصة أحواش كذلك من الرقصات التقليدية المشهورة، فهي رمز الرقص الأمازيغي بالمغرب. إنها رقصة جماعية مختلطة، حيث يصطف الرجال والنساء معا للغناء والرقص، وترديد الأشعار الأمازيغية. وتضفي الألبسة التقليدية، والطبول على هذه الرقصات سحرا أخاذا. إن أحواش يعبر عن احتفال المجتمع وهويته وتاريخه، ويكون في ذهن الزائر نظرة عميقة على الثقافة المحلية.
يُلقى الشعر الحسّاني، وهو شكل من الأشكال الفنية المفضلة بالمنطقة، أثناء الاحتفالات. حيث ينظم الشعراء أبياتا بالعربية الفصحى أو الحسّانية، يروون فيها تاريخهم ومشاعرهم وأفكارهم. إن الشعر وسيلة تعبير متأصلة في الثقافة الصحراوية، ويمكن للزوار حضور المناظرات والمباريات الشعرية التي تنظم أثناء التظاهرات المحلية.
التبوريدة، أو الفنتازيا، هي عرض مفحم للفروسية المغربية. ففي هذا الاستعراض الذي يحاكي الاستعراضات العسكرية، يمتطي الفرسان جيادهم ويطلقون طلقات نارية متزامنة. إنه تقليد عربي أمازيغي عريق. وعادة ما تُعرض التبوريدة في أثناء المواسم والمهرجانات، حيث تقدم عروضا زاهية مبهرة تجمع بين الشجاعة والتنسيق. يمكن للزوار الاستمتاع بمهارات الفرسان وجمال الخيول وهم يكتشفون أهمية هذا التقليد الثقافي في حياة السكان المحليين.
وعموما، تعد المهرجانات والتظاهرات المحلية بآسا ـ الزاك مناسبة للزوار يغوصون فيها في عمق ثقافة المنطقة وعاداتها. إنها احتفالات تأخذ بالزائر إلى عمق الحياة الاجتماعية الأصيلة، والموسيقى، والرقص، والشعر، والفروسية. إنها دعوة صريحة للاحتفال بالتنوع الثقافي بآسا ـ الزاك وثرائه، ومشاركة أوقات مع السكان تُحفر في الذاكرة إلى الأبد.