Skip to content
Assazag

دعوة لتذوق فن الطبخ المحلي

إن المطبخ المحلي بآسا ـ الزاك دعوة حقيقية لخوض رحلة اكتشاف المطبخ المحلي بنكهاته الأصيلة وعاداته الصحراوية. فالأطباق المحلية التي تُعد باستعمال مكونات طازجة ومحلية مرآةٌ تعكس ثراء ثقافة المنطقة وتاريخها، وتدعو الزائر إلى عيش تجربة تذوق فريدة.

لعل أشهر الأطباق التي عُرفت بها المنطقة هو الكسكس الخماسي، كسكس مصنوع من خمسة أنواع من الحبوب المختلفة. إن إعداد هذا الطبق يتطلب مهارة في الطهو التقليدي، فهو غني بالنكهات وقوامه متميز. فنساء المنطقة يصنعن يدويا كسكسا فريدا ترافقه الخضروات ولحم الجمل أو الخروف، وتوابل محلية متنوعة. إن الكسكس الخماسي حاضر بقوة على المائدة الآسوية، فالكل يعشق مذاقه الاستثنائي اللذيذ فضلا عن قيمته الغذائية العالية.

إن لحم الجمال هي كذلك من أهم عناصر فن الطبخ المحلي، فهي عادةً ما تُعد على هيئة طاجين، أو لحم مفروم (كفتة) أو مشويات. إن لحم الجمال معروف بقلة الدهون ومذاقه الناعم، فهو يُطهى على مهل مع الخضر، والتوابل والأعشاب المنسمة، ليصبح أطباقا شهية ولذيذة. وأما الخروف، فيُشوى (كاملا)، ويعد طاجين لحم الخروف طبقا محليا بامتياز، لذيذا وفواحا.

لا شك أن نمط عيش سكان المنطقة، المعتمد على تربية الماشية، يؤثرا بشكل كبير في نظامهم الغذائي. فمشتقات حليب الماعز والنوق، مثل اللبن والزريق (مشروب يُصنع من اللبن والماء والسكر)، تمثل عناصر أساسية في المطبخ المحلي. فهذه المشروبات المنعشة تلقى إقبالا كبيرا بفضل خصائصها المرطبة والمغذية، خاصة في مناخ الصحراء الجاف.

ويُخبز خبز مبورة الذي يُصنع من الشعر دون ملح وخمير، على الرمل الساخن مباشرة، مما يعطيه قواما فريدا ومذاقا متميزا. ويعد هذا الخبز الذي يُرافق الأطباق الرئيسية جزءا لا يتجزأ من الوجبات اليومية.

ولا تقل الحلويات أهمية عما سبقها، فالحلويات المحلية، المعتمدة على العسل، والفواكه المجففة والبذور، تمتاز بحلاوة لطيفة ومذاق لذيذ. ويُفضل استعمال عسل الخروب، المنتشر بالمنطقة، نظرا لمذاقه القوي وفوائده الطبية. وهو غالبا ما يستعمل لتحضير التحلية وأيضا كعلاج طبيعي لعدة أدواء.

يمكن للزائر أن يتذوق هذه الأطباق اللذيذة في المطاعم التقليدية، ودور الضيافة والأسواق المحلية كذلك. وعادة ما يرافق الوجبة الشاي بالنعناع، المشروب المغربي الرسمي، الذي يُعد بعناية ويقدم في أكواب صغيرة مزركشة. إن الشاي بالنعناع، رمز الضيافة المغربية، دعوةٌ للاسترخاء وتعبير عن حفاوة الترحاب.

إن فن الطبخ بآسا ـ الزاك تجربة في حد ذاته، غنية ومثيرة، تُبرز أهم ما مميزات وأعراف المنطقة. ويمكن للزائر أن يتذوق أطباقا أصيلة، ويكتشف تقنيات طهي عتيقة ويستمتع بحفاوة استقبال السكان. إنها رحلة للحواس كي تلامس روح الصحراء المغربية.