أنشطة الفروسية وسباق الجمال
إن أنشطة الفروسية وسباقات الجمال بآسا ـ الزاك تعتبر تجربة أصيلة ومثيرة ضمن الثقافة الصحراوية. وهي أنشطة متجذرة بعمق في التقاليد المحلية، وهي تعكس دور الخيول والجمال الحيوي في الحياة اليومية والاحتفالات بالمنطقة. فإذا كنت شغوفا بركوب الخيل أو فقط ممن ينتابهم فضول خوض مغامرات جديدة، فإن آسا ـ الزاك ستعجبك.
لا شك أن من أكثر الأنشطة إثارة في آسا ـ الزاك، هناك التبوردة أو الفانتازيا. إنها عرض فروسي تقليدي مشتق من كلمة “البارود”، وفيها يظهر الفرسان متوشحين ألبستهم التقليدية ممتطين جيادهم المزينة بأبهى السروج. ثم ينفذ الفرسان مجموعة من الحملات المتزامنة بتناسق فريد، فيطلقون طلقات نارية في الهواء في لوحة بصرية وسمعية باهرة. وغالبا ما تُعرض التبوردة في أيام المواسم والمهرجانات، وهي ترمز إلى شجاعة القبائل الصحراوية وشرفها وحفاوة استقبالها.
وأما سباق الجمال، فهو نشاط رمزي آخر بآسا ـ الزاك. وتنظم هذه المباريات أثناء المهرجانات مثل مهرجان ثقافة البدو الرحل لتويزكي الذي يجذب إليه مشاركين من جميع ربوع الجهة ومن خارجها. ولأجل ذلك، يحضر مربو الجمال جمالهم بعناية، ويتواجهون في سباقات مثيرة عبر الصحراء. ويمكن للزوار حضور هذه السباقات، وتشجيع المتبارين، والاطلاع على الأهمية الثقافية والاقتصادية التي تكتسيها الجمال في الحياة الصحراوية. إن هذه السباقات ليست مجرد استعراض رياضي، بل هي مناسبة لتعزيز الروابط الاجتماعي والمجتمعية والاحتفال بتقاليد البدو الرحل وعاداتهم.
الرحلات على متن الجمال هي كذلك نشاط مشهور بآسا ـ الزاك. حيث يمكن للزائر أن ينضم إلى رحلات منظمة عبر الكثبان والسهوب الرملية، واكتشاف مناظر صحراوية تحبس الأنفاس. إن التجول على ظهر الجمل يسمح بمشاهدة الطبيعة من زاوية مختلفة، وبوتيرة هادئة ومريحة، وفي نفس الوقت، الانغماس في تاريخ وثقافة الشعوب الرحالة. ويشارك المرشدون المحليون، الذين ينحدر أغلبهم من عائلات البدو الرحل، ما يعرفونه عن الوحيش والنباتات والتقاليد المحلية، مما يثري أكثر تجربة الزوار.
وأما هواة الفروسية، فإن آسا ـ الزاك حافلة بمسالك التجول والرحلات على متن الخيول عبر المناظر الخلابة المتنوعة. فيستكشفون الجبال الصخرية، والوديان الخضراء والواحات الغناء على متن الخيول، بمرافقة مرشدين محنكين. وأثناء هذه الرحلات يطلعون على مناظر بانورامية خلابة للصحراء، ويصلون إلى مواقع تاريخية طبيعية مخفية. إن هذه الخيول المدربة بكل عناية، متكيفة تماما مع الظروف الصحراوية، وتأخذك في تجربة مريحة وآمنة.
ويمكن للزوار الراغبين في تعلم تقنيات الفروسية التقليدية أن ينضموا إلى ورشات وتدريبات، فمراكز الفروسية والجمعيات المحلية تقترح دروسا في الفروسية، والترويض والاستعداد لمباريات التبوريدة. وبفضل ذلك، يستأنس الزوار بالمهارات اللازمة لمزاولة الفروسية الصحراوية ويفهمون بشكل أعمق أهمية الخيول ومكانتها في الثقافة المحلية.
إن أنشطة الفروسية وسباقات الجمال بآسا ـ الزاك تمنح الزوار تجربة مثيرة تغوص بهم في عمق تقاليد الفروسية والبدو بالمنطقة. كما يمكنهم مشاهدة الاستعراضات الباهرة وخوض مغامرات لا تنسى في الصحراء المغربية. إنها دعوة إلى استكشاف ثقافة آسا ـ الزاك وطبيعتها من منظور الفروسية وسباقات الجمال.